الجمعة، 23 مارس 2012

يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا شرح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


الحديث الأول

قال الله تعالي في الحديث القدسي
(( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) - أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله :
أصل الظلم هو الإنتفاع بجهد الغير فعندما تظلم واحداً فهذا يعني أنك تأخذ حقه , وحقه هو ما جاء به بكده وتعبه وعرقه وتأخذه أنت بلا جهد او عرق ويتبع هذا أن يكون الظالم قوياً .
لكن ماذا عن الذي يظلم إنساناً لحساب إنسان آخر ؟
إنه لم ينتفع بظلمه ولكن غيره هو الذي انتفع وهذا أشر من الأول لأنه ظلم إنساناً لنفع عبد آخر ولم يأخذ هو شيئاً لنفسه .
إذن الظلم يكون أحد الحالتين التاليين :
1- إما الإنتفاع بثمرة جهد الغير من غير كد أو تعب
2- وإما أن تظلم لحساب شخص آخر
إن الله سبحانه وتعالي يريد منا أن تكون حركة حياتنا نظيفة شريفة فلا يدخل بطنك إلا ما عرقت من أجله ويأخذ كل إنسان حقه .
وهذا أمر دائر بين الحق والباطل
والباطل زائل وهو الذي لا يدوم فهو ذاهب أما الحق فهو الثابت الذي لا يتغير لذلك يقول الحق سبحانه وتعالي :
(( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون* 188*)) البقرة
فلا تأكل بالباطل أي لا تأكل مما يملكه غيرك إلا بحق أثبته الله بحكم فلا تسرق ولا تغتصب ولا تخطف ولا ترتشي ولا تخون الأمانة ........الخ
وحينما تأكل بالباطل فلن تستطيع أن تمنع الناس أن يأكلوا بالباطل - مثلك - أيضاً وما دمت تأكل بالباطل والناس تأكل بالباطل هنا يصير الناس جميعاً نهباً للناس جميعاً لكن حين يُحكم الإنسان بقضية الحق فأنت لا تأخذ إلا بالحق وبذلك تخضع حركة الحياة كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذي لا يتغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق